هنا نظرة تربوية للإستاذ : صالح آل طلحاب من الرياض في صفحته تربية وتعليم الصادرة عن جريدة الاقتصادية ، والتي تصدر كل أربعاء ، أحببت نقل هذه النظرة والتجربة ، تغطية رائعة ، وجميلة ، آمل أن يفيد منها الملتقى في نقل التجارب التربوية ، ولجعلها مشروع وتجربة في قسم البرامج والمشروعات التربوية
شاكر بن صالح السليم
والتغطية كالتالي :
النظام يتيح للطلاب التنقل بين الفصول بينما يكون المعلم في قاعة مزودة بالوسائل التقنية
الفصول المتحركة تحجم عدوانية الطالب وتنمي شخصيته وتطرد الملل
- صالح آل طلحاب من الرياض - 22/09/1428هـ
تسعى الكثير من المدارس المتميزة إلى كسر الروتين والتغيير بما يخدم ويضيف التشويق والمتعة مع التعلم، مستفيدة من كون مجال التعليم مرن ورحب ويتسع للتجارب والخبرات الناجحة، التي تعتمد عليها كثيرا الدول المتقدمة لتطوير قدرات معلميها والارتقاء بمستوى طلابها.
واستفادت مدرسة ثانوية من تجربة الفصول المتحركة في المدرسة، التي تتيح للطلاب التنقل بين الفصول بينما يبقى المعلم في قاعة دراسية.
في هذا السياق، يؤكد عبد الله ناصر الشوكاني مدير ثانوية الدرعية في جدة، أنهم عمدوا في مدرستهم إلى إحلال نظام الفصول المتحركة الذي يتيح للطلاب التحرك من قاعة دراسية إلى أخرى، بينما يكون المعلم في قاعة مخصصة لمادته مزوده بالوسائل المعينة، من أجل ذلك لا بد أن تتوافر لكل مادة قاعة أو عدد من القاعات الدراسية المتخصصة لكل صف دراسي.
ووصف نظام الفصول المتحركة أنه يساعد على تحقيق عدد كبير من الأهداف بالنسبة للطالب تتمثل في تنمية شخصيته من خلال تحمله مسؤولية وجوده في الزمن المحدد والمكان المحدد ما يجعله يشعر بقيمة الوقت ويهيئه للمرحلة الجامعية، كما أنه يجعل الطالب في مرحلة المراهقة أو على أعتابها تكون لديه طاقة ونشاط على قدر كبير إن لم يستنفذا بطريقة حركية فسوف يتحولان إلى طاقة تتفاوت آثارها في التدمير والمشاكسة.
وأشار الشوكاني إلى أنه لما كان لنظام الفصول المتنقلة من تهيئة للتلميذ في الانتقال من قاعة إلى أخرى فإن النتيجة هي الإقلال من طاقته، وكذا طرد الرتابة من ألد أعداء الإنسان، وما يصدر عن الطلاب من تخريب وعدوان ما هو إلا تنفيس عما يعانونه من رفض واحتجاج، ومن هنا كان نظام الفصول المتنقلة يملك ميزة التغيير وتنوع البيئات الصفية.
وقال: إن النظام يوفر في القاعة الدراسية كل الوسائل المعينة للمعلم من أجهزة عرض وأجهزة تسجيل، فينعكس ذلك على مستوى المعلم وأدائه ما ينهض بمستوى الطالب ويزيد من إقباله على الدرس، والمساعدة في اختفاء بعض الظواهر السلبية المقلقلة مثل: النوم في الفصل.
ووصف الطريقة بأنها تسهم في تجديد الحركة والمكان لبعث النشاط في نفس الطالب، وتساعد في توفير الاستقرار النفسي والفكري للمعلم وهو ـ في نظري ـ أولى من الطلاب؛ لأن استقراره يعود نفعه على الطلاب جميعا، وهذا النظام يحفز المعلمين للتنافس والإبداع، والاستفادة من أوقات الراحة فيما يعود على المعلم بالفائدة ؛ كتصحيح الدفاتر، أو التحضير، أو نحو ذلك، كما تسهم في حل جزء كبير من معاناة المعلمين في الكتابة والمسح، واختصار ذلك في درس نموذجي ثابت يحافظ على نظافة الفصل وممتلكاته، وبالتالي تحسين البيئة الصفية في كل فصول المدرسة.
وطالب الشوكاني بضرورة وجود فريق إشرافي متكامل يساعده على الإشراف المباشر والدائم للأدوار والممرات في الفصول المتحركة، مشيرا إلى أن مدرسته حققت العام المنصرم جائزة الأداء المتميز من تعليم جدة متفوقة على جميع مدارس المحافظة بفضل البيئة التعليمية المتميزة، وفريق العمل الرائع من معلمين وإداري وطلاب.
من جهته، أكد وسيم معلم مدرس مواد التربية الإسلامية أن تجديد الوسائل والطرق التربوية يؤثر إيجابا في روح العمل وبيئته، وهذا ما لمسناه جميعا من تطبيق نظام الفصول المتحركة.
وعد هذه التجربة الثرية منحته معان كبيرة للتجديد وتغييب الروتين الملل، وبناء الثقة للطالب، وتقليل نسبة نوم الطلاب في الفصول.
وشدد على أن المصالح المتحققة من هذه التجربة تفوق بكثير ما قد تحدثه من سلبيات يعد ظهورها ظاهرة مصاحبة للتغيير كوجود بعض التسرب من قبل بعض الطلاب من الصفوف وعدم الانضباط، ولا ريب أن هذه تعتبر مشكلة اجتماعية غير محصورة في البيئة المدرسية